عادات جديدة يفرزها الازدحام فــــــــــي الشارقة

بسم الله الرحمن الرحيم
الذي تعيشه مدينة الشارقة منذ نحو شهرين، ايقاعه على حياة الناس اليومية في المدينة، وفق سكان في الشارقة، أفادوا بأن كثيراً من عاداتهم، وسلوكياتهم اليومية، تغيرت جراء التحويلات الأخيرة في الشوارع، التي فاقمت من الازدحام على نحو لافت خلال الشهرين الماضيين، موضحين «أصبحنا نفضل قضاء عطلة نهاية الأسبوع في البيوت، على الخروج في رحلات وزيارة الأصدقاء أو التنزه في الحدائق والأسواق، ونحرم بذلك أطفالنا من بهجة العطلات الأسبوعية».

وأضافوا أن «طقوسنا تغيرت أيضاً داخل مركباتنا أثناء الازدحام إذ تحولت إلى كافيتريا متنقلة، بداخلها ثلاجات صغيرة، يحتسون الشاي والقهوة ويتناولون السندويتشات، إضافة إلى التدخين والتحدث ساعات في الهواتف المتحركة مع الأصدقاء، للقضاء على الملل».

وفي المقابل رفضت دائرة الأشغال العامة في الشارقة، الاتهامات بأن التحويلات الأخيرة في المدينة بسبب اعمال الطرق هي التي فاقمت الازدحام. وقال مدير إدارة الطرق الخارجية بالوكالة، المهندس سليمان الهاجري، إن «معظم التحويلات التي أنجزناها تتكون من ثلاثة مسارب من كل جهة، وتالياً الشوارع لا تعاني من الاختناقات»، مشدداً على أن «التحويلات ليست سبباً للازدحام، بل المستخدمون للطرق الذين تكون لديهم مخاوف من التحويلات، الأمر الذي يجعلهم لا يستخدمونها، فيلجأون إلى الطرق البديلة ما يتسبب في التكدس»، منوهاً بسعي الدائرة لتوفير حلول جديدة للقضاء على المشكلة.

وأكدمصدر مسؤول في بلدية الشارقة، أن «البلدية تبذل ما في وسعها للحد من الازدحام المروري، بالتنسيق والتعاون مع دائرة التخطيط والإدارة العامة للمرور من أجل توسيع حارات وزيادة عدد مسارات الشوارع المزدحمة للتقليل من الازدحام، إذ إنها على دراية تامة بالوضع المروري، خصوصاً في ساعات الذروة الصباحية والمسائية، وفي بعض الأحيان يكون الحل صعباً وشبه مستحيل بسبب وصول التقاطع أو الدوار إلى حجم الاستيعاب الأقصى بسبب ما تستقطبه مدينة الشارقة من ساكنين وزوار وعابرين، لموقعها الجغرافي المتوسط بين إمارة دبي من ناحية وإمارات عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة من ناحية أخرى».

سماعات الهاتف

وفي التفاصيل، قال معلم في مدرسة في دبي، يقطن في الشارقة، اسمه محمد خالد (أردني) «نكاد لا نرى في الطرقات غير سماعات الهاتف على الأذن أوالهاتف المتحرك في اليد أو السيجارة أو بعض السندويتشات الجاهزة للأكل من قبل السائقين، وتابع «كل الناس كانوا يكتفون سابقاً بفنجان من القهوة أو الشاي في سيارتهم، لكن اليوم السيارة عبارة عن بقالة أو كافتيريا متنقلة».

بدوره قال أحمد أبو عيسى، (محاسب في إحدى الشركات في دبي، ويسكن في الشارقة) (أردني) «في سيارتي ثلاجة صغيرة، لأني أحتاج في الطريق إلى الماء البارد أو العصائر، ولو كان بوسعي إضافة ميكروويف لتسخين القهوة والسندويتشات لفعلت»، لافتاً إلى أن «محطات البترول كانت تقوم بهذه المهمات بالنيابة عنّا، لكننا اليوم في ضوء الازدحام الخانق لا أدري متى أصل أول محطة للوقود.

حدائق

وقال أحمد خالد (موظف في شركة في دبي)، «اعتدت في المناسبات وعطل نهاية الأسبوع أن أتنقل وأطفالي بين الحدائق، لكننا صرنا نفضل بل نضطر للمكوث في البيوت، الأمر الذي جعل أطفالي يستغلون المساحات المتوافرة أمام الشقق ومدخل البناية يلعبون هناك». وأيده إسماعيل أحمد، قائلاً: «نصل بيوتنا التي نخرج منها قبل الفجر متأخرين ومنهكين، الأمر الذي يفرض علينا أن نرتاح مع أطفالنا في البيوت، ونهاية الأسبوع أصبحت مخصصة للنوم تعويضاً عن أيام الأسبوع الصعبة»، وقال إبراهيم عيسى «أغادر منزلي قبل الخامسة صباحاً، لأكون في عملي في دبي في السابعة والنصف، أما في رحلة العودة فلا أستطيع تفادي الازدحام، فأقضي ساعات المساء في السيارة، اسمع الموسيقى تارة، وأخرى نشرة الأخبار وأغير الإذاعات جميعها».

وذكر علي حمادة «صرنا نقضي نهاية الأسبوع حتى ساعات الصباح الأولى في أماكن جديدة في الشارقة، لكن المشكلة أنها سرعان ما تغص بالزائرين، لدرجة أنك بالكاد تجد مكاناً لركن سيارتك». وأفاد يوسف الحسن، بأن «الإجازة الأسبوعية أصبحت فرصة للنوم بدلاً من تغيير الجو وكسر روتين الحياة اليومي، فما عادت للرحلات والزيارات».

السهر

أما محمد صالح، فقال «طارت من قاموسي مفردة السهر لأنني مضطر للاستيقاظ يومياً في الرابعة والنصف، ولا أصل بيتي في الشارقة قبل التاسعة، وخلال ساعة أكون نائماً، وتحول يوم الجمعة إلى يوم نوم طويل تعويضاً عن بقية أيام الأسبوع».

وأكدت أم زياد أن «الازدحام فرض علينا نسيان المطبخ المنزلي، واستبدال الأكلات التي نحبها بأي وجبة من المطاعم، وخلال عودتي من المدرسة من دبي أتصل بأحد المطاعم وأطلب وجبات لأفراد الأسرة كافة، وعندما نصل إلى البيت يكون الطعام في انتظارنا».

واكتفى أبو أحمد بالقول «تخليت عن متعة التسوق واكتفيت بتأمين احتياجات بيتنا من البقالة الواقعة في البناية التي أقطن فيها». لافتاً إلى أن «حركة الإقبال على مراكز التسوق تراجعت لمصلحة البقالات والمحال القريبة من السكن».

وقال موظف في ميغا مول الشارقة، خالد محمد «الازدحام المروري أصبح ظاهرة واضحة للعيان، ويزيد في المركز عندنا، خصوصاً نهاية الأسبوع، وتزداد الحركة بعد الساعة الـ١٢ ليلاً، فالمركز يفتح أبوابه على مدار الساعة، وغالباً ما يفضل كثير من الزبائن التسوق بعد منتصف الليل، حيث تكون الحركة في الطرقات أقل ازدحاماً».

وأوضح مصدر مسؤول في بلدية الشارقة أن «البلدية تجري دراسات مرورية على مشكلة الازدحام لضمان عدم تفاقمها، ومثال ذلك الآن يتم تخطيط حديث لبعض الميادين، بما في ذلك تصميم جسور وأنفاق وكباري علوية للمشاة لتخيف الازدحام المروري سواء بالنسبة للسيارات أو للمشاة، كما تم تعديل بعض المداخل لتوجيه السائقين بعيداً عن الدوّارت واستعمال طرق أخرى اقل حركة مرورية، وتم كذلك تعديل الإشارات الضوئية لتتناسب مع حركة المرور من الاتجاهات الأربعة».

ولفت إلى أن «البلدية تعتزم دراسة حركة المشاة في مدينة الشارقة وتقييم آثار المشروعات الجديدة على حركة المرور، ودراسة تحسينات مواقف السيارات، وسوف يتم في المستقبل القريب إنشاء نفق عبور للمشاة بشارع الكورنيش بجوار مسجد النور الجديد، بالتنسيق مع دائرة الأشغال العامة».

وأكد أن «من ضمن الأولويات التي توليها بلدية الشارقة عناية فائقة خلال الفترة الحالية، وفي ما يقع ضمن صلاحياتها واختصاصاتها، العمل على الحد من ظاهرة الاختناقات المرورية داخل الإمارة، والتخفيف من آثارها، قدر الإمكان، وذلك من خلال إزالة مصادرها ومسبباتها، وضمن هذا التوجه العام فقد أصدرت الدائرة تعليماتها لإداراتها وأقسامها كافة، بمنع تسيير أو استخدام السيارات المتوسطة والثقيلة التابعة لها على طرقات وشوارع المدينة خلال ساعات الذروة، والتي تشمل الفترة الصباحية: من الساعة السادسة والنصف صباحاً وحتى الثامنة والنصف، وخلال فترة الظهيرة: من الساعة الواحدة وحتى الساعة الثانية والنصف ظهراً باستثناء السيارات المرخص لها للعمل في بعض المشروعات».

كثافة المركبات

وبدوره أوضح مدير إدارة الطرق الخارجية بالوكالة في دائرة الأشغال العامة في الشارقة، المهندس سليمان الهاجري، أن «الازدحام وتكدس السيارات في منطقة التعاون ناجم عن كثافة المركبات في تلك المنطقة، وليس له علاقة بمشروعات الدائرة، حيث إنه ليس لدى الدائرة أي مشروعات طرق هناك، وكثافة المركبات ترتبط بكون هذه الطريق واحدة من الطرق الرئيسة والحيوية التي تربط الشارقة بدبي»، لافتاً إلى أن «الطريق تتضمن ثلاثة مسارات».

وتابع قائلاً لـ«الإمارات اليوم»: «في ما يتعلق بشارع الاتحاد الذي يربط أيضاً الشارقة بدبي، فإنه يتضمن ثلاثة مسارات، لكنه يتقلص إلى مسارين عند نفق الملا بلازا، والطريق قديمة ولا تستوعب عدد المركبات، فقد أصبح عددها أكبر من سعة الطريق، خصوصاً أنها تبدأ بأربعة مسارات لتصل عند نفق الملا بلازا إلى مسارين».

ولفت إلى أن «هناك مشروعات تطويرية في تلك المنطقة تتبع لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، وبعد الانتهاء منها ستحل مشكلة كبيرة».

وأكد الهاجري أن «كثافة المركبات هي سبب الازدحام». لافتاً إلى أن «دوريات الشرطة تعمل بشكل يومي، لكن المشكلة في حجم وعدد المركبات».

وحول التحويلات أفاد الهاجري بـ«أننا كدائرة أشغال جهة تنفيذية، بمعنى أننا نعمل على تنفيذ المشروعات، وموقع المشروع يعتبر موقع عمل، لذلك من الضروري في مواقع العمل الإغلاق». مشيراً إلى «أننا قبل تنفيذ الإغلاق ندرس المنطقة ونعمل على إنشاء التحويلات البديلة من أجل تحويل حركة السير». وزاد: «معظم التحويلات التي أنجزناها عبارة عن ثلاثة مسارب من كل جهة، ما يعني أننا زدنا من استيعاب الطريق عدا أن التحويلات أطول من الطريق الرئيسة، ومثل هذه الإنجازات تزيد من سعة الشارع الاستيعابية للمركبات، فالتحويلات لا تعاني من الاختناقات»، لافتاً إلى «أننا عملنا على إزالة كثير من الميادين، فخلال شهرين حولنا سبعة ميادين إلى تقاطعات وإشارات ضوئية التي تنظم الحركة ما يجعل المركبات تتدفق من مكان إلى آخر بشكل أفضل».

وأكد الهاجري أن «التحويلات ليست سبباً للازدحام، لكن بعض مستخدمي الطريق لديهم تخوف ما من التحويلات، الأمر الذي يبعدهم عن استخدامها، فيذهبون إلى الطرق المجاورة فيحدث الازدحام والتكدس». وأضاف: «إن أكبر مشروع حيوي نعمل على تنفيذه هو تحسينات شارع الوحدة، ومع أننا أغلقنا بعض الطرقات، لكننا وسعنا الطرق المجاورة من مسارين إلى ثلاثة، ووفرنا التحويلات البديلة ذات السعة الاستيعابية الأكبر»، مشيراً إلى أن «مشروعات الطرق هي من أجل العمل على التخفيف من الازدحام».

المظلوم: الشرطة ليست سبباً في الازدحام
الشارقة ــ الإمارات اليوم
نفى مدير إدارة العمليات في شرطة الشارقة العقيد محمد عيد المظلوم، أن تكون دوريات شرطة الأنجاد ورقباء السير، وراء الازدحامات المرورية الحاصلة في أغلب شوارع الشارقة، خصوصاً أثناء تواجدهم على الدوارات والميادين بهدف تنظيم الحركة المرورية، مؤكداً أن «رجال الشرطة يؤدون دورهم في تحقيق انسيابية الشوارع المتأثرة بالتحويلات الجديدة ومشروعات الطرق من الناحية المرورية، وتحرير المخالفات لغير الملتزمين من السائقين بقوانين السير والمرور من الناحية التنظيمية».

وأكد المظلوم أن «الشرطة ليست الجهة المسؤولة عن مشروعات الطرق واقتراح التحويلات الجديدة والبديلة في شوارع الشارقة التي شملتها الحركة التطويرية في الإمارة، ويقتصر دورها على الإشراف على مشروعات الطرق التي تقوم بها جهات ومؤسسات حكومية».

ولفت إلى أن «الاختناقات المرورية في شوارع الشارقة تعتبر واقعاً مرتبطاً بموقع الشارقة الواصل بين الإمارات الأخرى، واحتمالية تغيره متوقفة على الانتهاء من مشروعات الطرق الحالية».

التريخ: 29مارس2012
وأفاد المظلوم بأن «التحويلات الجديدة لا تعد سبباً رئيساً فالشارقة اي الاختناقات المرورية، فرجال الشرطة يعانون من جهل بعض السائقين الذين لا يملكون الثقافة المرورية المناسبة التي تؤهلهم للتعامل مع مشكلات الطريق، خصوصاً أنهم ينتمون إلى جنسيات ومستويات مختلفة، إضافةً إلى أن الطرق لا تخلو من السائقين العجولين الذين يلجأون للتجاوز من الأماكن الممنوعة ما يسبب اختناقات مرورية ينتج عنها حوادث سير».

وكانت شرطة الشارقة استحدثت دوريات مصغرة تعرف باسم (الدوريات المنفردة) متخصصة في حوادث السير والمرور في الشوارع الأكثر عرضةً للحوادث في الشارقة، خصوصاً أن دوريات الأنجاد لا تتمكن من الوصول لمكان الحادث وتغطية الحوادث كافة، وتقوم الدوريات المنفردة بتفقد الحوادث الواقعة في الشوارع المحددة وتقديم الخدمات والإجراءات كافة، وتخطيط للحادث من دون تحويل طرفي الحادث لمراكز الشرطة». ويذكر أن شرطة الشارقة ضاعفت عدد دوريات الأنجاد وكثفت من ورديات وساعات العمل، ليبلغ عدد رقباء السير (دراجات مرورية) ٣٥ لكل وردية من أصل ورديتين، فيما بلغ عدد دوريات الأنجاد الشمولية 30 دورية، إضافة إلى 25 دورية تابعة لوحدة التنظيم والدوريات المنفردة المشرفة على الميادين.